هل سيُستبدل الكتّاب مستقبلاً؟

ديسمبر ٢١, ٢٠٢٤

دقيقتين دقيقة

عرﰊ

هل سيُستبدل الكتّاب مستقبلاً؟

بين إدارة وتفويض : هل سيُستبدل الكتّاب مستقبلاً؟

مع كل قفزة تكنولوجية، تبرز أسئلة حول مصير البشر في المجالات الإبداعية، ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى صناعة السينما، لم يعد السؤال يدور فقط حول ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، بل حول كيفية تأثيره على إبداع البشر، كما نعرف اليوم أنه اجتاح تفاصيل حياتنا مع الاعتماد على التكنولوجيا في عدة مجالات، العلمية والعملية والاجتماعية وغيرها، بما في ذلك السينما واليوم يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحلل السيناريوهات، يقترح تعديلات، أو حتى يكتب مشاهد أولية، ولكن هل يمكن أن يحل محل الكتّاب؟

في بداية الأمر كان استخدام الـ AI، كأداة لتحليل السيناريو مثل ScriptBook، التي تساعد المنتجين على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، إذ يمكن لهذه الأدوات التنبؤ بنجاح النص بناءً على عناصر مثل تعقيد الشخصيات، الحبكة، وحتى إمكانات الإيرادات، ثم جاء دور تقنيات مثل GPT-3 التي أثبتت قدرتها على كتابة مشاهد وسيناريوهات قصيرة بدقة قد تكون مدهشة في بعض الأحيان، وقد تتطلب تدخل أيادي الكتّاب لإخراجها بأقرب صيغة لهدف النص، فمهما تبرمج على الأوامر سيظل يتطلب وجود إدارة على عملية كتابته وإخراجه للمادة سواء كانت إدارية، فنية ، إعلامية أو غيرها، فلا يجب أن نمارس مهارة التفويض مع هذه التقنية بشكل كامل.

وبقدراتها هذه التقنية أو التطبيق أو الآلة هل يمكن أن تعكس مشاعر معقدة وأفكارًا فريدة؟ شهدنا في السنوات الأخيرة استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء شخصيات سينمائية من الماضي أو تحسين جودة الحوارات، رغم ذلك تتكرر تساؤلات الكتّاب حول هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب فيلمًا مثل Inception أو Parasite؟ أفلام تعتمد على العمق النفسي والثقافي؟ إلى مدى يمكننا الاعتماد عليه دون أن نفقد قيم الإبداع البشري؟ وهنا يبدأ الجدل، الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا على كتابة نصوص أولية بسرعة، لكنه يفتقر إلى اللمسة الإنسانية التي تُثري السينما تظل آلة لا شعور لها ولا تجارب فالكتابة ليست مجرد كلمات على ورق؛ إنها انعكاس لرؤية الكاتب وتجربته الشخصية وثقافته فهو قد يكون شريكًا مثاليًا، خاصة في الأدوار الميكانيكية مثل تحسين الحوار أو إنشاء سيناريوهات تكميلية، لكنه لن يستطيع أن يأخذ مكان الإنسان في التعبير عن القصص ذات الطابع الفريد.

وصحيح أن المستقبل يحمل رؤية مزدوجة كما أن بعض الخبراء يتوقعون أنه سيصبح أداة أساسية تدعم الكتّاب، بينما يتخوف آخرون من تأثيره على الإبداع البشري، وفي كل الأحوال، السينما ستظل ساحة تجمع بين الإنسان والتكنولوجيا، كل منهما يكمل الآخر، فالإبداع ليس مجرد عملية تقنية؛ إنه تعبير عن التجارب الإنسانية التي تُلهمنا لنرى العالم من زوايا مختلفة، لذلك بينما نتجه نحو مستقبل تتشابك فيه الآلة والإنسان، يجب أن نتذكر أن أعظم القصص ستظل دائمًا تلك التي تحمل جزءًا من الروح الإنسانية، ونتذكر دائمًا، الإبداع هو ما يميزنا كبشر، وسيظل مفتاحًا لخلق أعمال تلهم وتغير العالم.



التصميم:

صورة رجل آلي على مكتب يكتب على الحاسب الآلي

الألوان : بنفسجي – أرزق غامق - سماوي

المراجع:

https://openai.com/

اينشتاين السعودي

تواصل معنا

الرياض - الملقا - وادي هجر

920033804

جميع الحقوق محفوظة لدى لَسِن، ٢٠٢٥ - الرياض