أفلام أخطأت ونجحت

فبراير ٠٤, ٢٠٢٥

٣ دقائق دقيقة

عرﰊ

أفلام أخطأت ونجحت

لتنتج فيلمًا فـ أنت تحتاج إلى مزيج من الإبداع والتنظيم الدقيق، لكن في بعض الأحيان، قد تتحول الفوضى والمشاكل غير المتوقعة إلى أسباب لنجاح كبير وغير مخطط له، ولكم بعض أبرز الحكايات الغريبة التي رافقت إنتاج أفلام شهيرة وأدت إلى نجاحها بطرق لم يتوقعها أحد.

الفك المفترسJaws ، كان إنتاج هذا الفيلم الذي أصبح لاحقًا أول فيلم صيفي يحقق نجاحًا عالميًا ضخمًا، مليئًا بالمشاكل، واجه المخرج ستيفن سبيلبرغ صعوبات فنية مع القرش الميكانيكي المستخدم في التصوير، تعطّل مرارًا بسبب تآكل أجزائه في ملوحة مياه المحيط، هذه المشكلة أجبرت سبيلبرغ على تقليل ظهور القرش على الشاشة، مما دفعه للاعتماد على الموسيقى التصويرية والمؤثرات البصرية غير المباشرة لخلق شعور بالخوف عند المشاهد، وهذا بدا و كأنه إخفاق فني، وفي الواقع أنه أصبح عنصرًا أساسيًا في نجاح الفيلم، حيث زاد من توتر الجمهور وترقبهم للمشهد التالي.

وخلال إنتاج الفيلم الشهير طارد الأرواح الشريرة The Exorcist، وقعت سلسلة من الحوادث الغريبة التي أثارت شائعات عن لعنة تطارد العمل، تعرضت مواقع التصوير لحريق غامض تسرب لكل بقعة باستثناء غرفة المشاهد الأساسية، كما أصيبت الممثلة ليندا بلير وطاقم العمل بإصابات خطيرة بسبب أعطال في الأجهزة المستخدمة لتصوير مشاهد الحركة، وبالرغم من هذه العقبات، أصبح الفيلم واحدًا من أكثر أفلام الرعب تأثيرًا، واعتبر نجاحه انعكاسًا للغموض والخوف الذي أحاط بإنتاجه، وظهور القصص التي جرت في كواليس التصوير أدى إلى انتشار أكبر عن قوة الفيلم في رفع معدل الخوف والإثارة، وفي سياق الرعب بولترجيست  Poltergeist اشتهر بأقوى الأخطاء المرعبة أثناء التصوير التي اخذت وقتًا في أحاديث الناس، إذ تم استخدام هياكل عظمية حقيقية في أحد المشاهد بدلاً من النماذج الصناعية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا، يقال أن هذا الاستخدام كان لإضافة واقعية للمشهد، لكنه تسبب في إثارة المخاوف.

إلى ذلك استغرق تصوير فيلم  أبوكاليبس ناو Apocalypse Now  الذي يعد أحد أعظم الأفلام الحربية وقتًا أطول من المتوقع بسبب مشاكل كبيرة، مثل العواصف التي دمرت مواقع التصوير في الفلبين، وإصابة الممثل مارتن شين بنوبة قلبية أثناء التصوير، كانت المشاكل الفنية واللوجستية لا تنتهي، مما دفع المخرج فرانسيس فورد كوبولا إلى إعلان أن الفيلم سيكون نهاية حياته المهنية، وبكل هذه المصاعب والأخطاء اللانهائية نجح في ترك بصمة عميقة في السينما، واعتُبر رمزًا للإبداع والإصرار تحت الضغط.

 وفي إطار الأفلام العائلية، في النسخة الكلاسيكية لفيلم الملك الأسد The Lion King، خلال مشهد المسح على جبهة سيمبا قبل رفعه على قمة الصخرة، كانت المادة السائلة الخارجة من الفاكهة المقطوفة من الشجرة المعروفة للقرد العجوز "رفيقي" أصبح حديث الجمهور لأن الفاكهة في الواقع جافة ولا يوجد بها مادة سائلة، مما زاد من شهرة الفيلم عندما تغيرت في النسخة الجديدة المصورة بشكل واقعي.

ولو تحدثنا عن اللقطات التي أخذت صيتًا كوميديًا، حرب النجوم  Star Wars: A New Hope في مشهد شهير، اصطدم أحد جنود العاصفة برأسه بإطار الباب أثناء مروره، وهو خطأ ظل في النسخة النهائية من الفيلم، أصبح هذا الخطأ جزءًا من التقاليد الفكاهية للسلسلة والتي أصبحت تعبيرًا يستخدم في المحادثات ووسائل التواصل و بواقع الأمر تعكس هذه القصص مدى تعقيد صناعة السينما، فخلف كل فيلم ناجح، قد تكون هناك قصة مليئة بالمفاجآت والتحديات التي تزيد من جاذبية العمل وتأثيره على الجماهير، والأهم هو كيف يمكن أن تؤدي الأخطاء غير المتوقعة إلى فتح أبواب جديدة للإبداع والنجاح، وقد تكون الأخطاء هي الدفعة للتقدم والتطور واكتشاف ماهي نقطة الانطلاق.

 

تواصل معنا

الرياض - الملقا - وادي هجر

920033804

جميع الحقوق محفوظة لدى لَسِن، ٢٠٢٥ - الرياض