مشوار في شوارع الرياض

فبراير ١٩, ٢٠٢٥

٥ دقائق دقيقة

عرﰊ

مشوار في شوارع الرياض

على الرغم من أن متوسط الساعات التي نقضيها في شوارع العاصمة الرياض تصل إلى 94 ساعة سنوًيا، إلا أننا نُمضي أقل من نصف الوقت الذي يقضيه السائقون في العاصمة الروسية موسكو وهذا يجعل الرياض تتمتع بميزة سرعة السير وسط الزحام، حيث يبلغ متوسط السرعة 46 كم في الساعة وتعتبر الأسرع عالميًا متجاوزة بفارق 11 كم عن مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، لا شك أن الازدحام المروري شكّل تحدي لتنقلاتنا اليومية، إلا أننا ننام ونصحوا على مشهد تطور جديد يخص موضوع وسائل النقل، إذ لم تتوقف العاصمة في تقديم خيارات حول هذا الموضوع، أصدقاء شوارع الرياض من 30 عام جميعًا نعلم أن السيارات هي وسيلة النقل الأولى والتي كانت تقتصر على قيادة قائد الأسرة أو الموزين " التاكسي" الذي يجوب شوارع الرياض إلى يومنا الحالي، حتى عام 2017 عندما سُمح بقيادة النساء للسيارات، ازداد عدد المركبات في الرياض إلى ما يقارب 2 مليون سيارة ليصل عدد الرحلات اليومية على الطرق إلى 9 ملايين رحلة، وفي ظل هذا العدد الكبير من المركبات أصبح من حُسن الحظ أن يكون مقر العمل قريبًا من المنزل، خاصة أن أحياء الرياض الحديثة توفر جميع الاحتياجات الأساسية والثانوية لقاطنيها ولا يتوجب في الكثير من الأحيان الذهاب إلى مواقع بعيدة، إلا أنا العزيزة الرياض لم تكتفِ بالسيارات كخيار وحيد للتنقل، أصبح من الطبيعي أن نلمح شخص واقف لكنه يسير بسرعة فائقة لنكتشف عند اقترابه بإنه يستخدم السكوتر الذي بات يلعب دور مهم في التنقل داخل الأحياء أو بين مواقف السيارات والوجهات القريبة، فالبعض يستخدمه بشكل مباشر من منزله إلى عمله حتى يصل بسرعة دون أن يمر بعناء الازدحام، بالإضافة عملت العاصمة على أنسنه الطرق داخل الأحياء التي ترافق رحلات الدهاليز على الأرجل لجميع السكان بما فيهم أصحاب الاحتياجات الخاصة والمكفوفين عبر تهيئة ممرات آمنة وسهلة الاستخدام، إلى جانب الدراجات المتواجدة في الطرق المخصصة لها، إذ لا تنفك عيني عن رؤيتها في زوايا الشوارع وبجانب إشارات المرور وداخل الحدائق، أصبح هذا المنظر ثقافة لم يكن لها معنى في قاموسنا إلا أننا اليوم نعمل بمفهومها ونأخذ بها في حياتنا اليومية، ولا تهون الدراجات النارية التي ساعدت مندوبي تطبيقات التوصيل الذين يتحدون دقائق الساعة لإيصال الطلب ليفوزون بذلك خلال ساعات الذروة وتحديدًا عندما يصل الطلب للعميل في وقت قياسي، من ناحية وسائل النقل العام تطورت بشكل يدعو للفخر نشاهد اليوم شبكة حافلات الرياض التي تخدم أكثر من 2145 محطة، حيث باتت وسيلة نقل عملية تُلبي احتياجات جميع الفئات ومجهزة بكافة معايير السلامة العالمية مثل كاميرات المراقبة، بل توفر أيضًا خدمات حديثة مثل الإنترنت وتعمل بنظام التذاكر الذكي، الحافلة الواحدة تستوعب بين 200 إلى 600 راكب وهذا كفيل بأن يساهم في تخفيف الضغط عن الطرق المزدحمة، ولم يمر الكثير من الوقت لنعتاد منظر الأشخاص داخل مقاعد الحافلات وفي محطات الانتظار بين شوارع الرياض إلا أن تحل المفاجأة الكبرى وهي مترو الرياض الذي لم يمض الكثير من الزمن على افتتاحه، لنرى اليوم أول الصباح من بعد طلوع الفجر امتلاء المحطات بالموظفين والطلاب الذي سهّل عليهم الذهاب إلى مقر أعمالهم صباحًا ومساءًا، بالإضافة إلى سهولة الوصول من أقصى شمال الرياض إلى جنوبها في مدة لا تتجاوز النصف ساعة ليبلغ عدد الركاب 11 مليون راكب بمعدّل يتجاوز 50 ألف يوميًا، هذا التطور لم يكن مجرد فكرة مستقبلية بل أصبح واقع ملموس سهّل على الجميع التنقل بطرق عصرية تتماشى مع رؤية العاصمة الطموحة اليوم، في المستقبل القريب سنرى في المسار الرياضي الخيول والجمال التي سترافقنا في رحلاتنا بين الشوارع، في النهاية تضع الرياض اليوم بين يديك خيارات لا حصر لها للتنقل تاركة لك القرار وفقًا لاحتياجاتك وأسلوب حياتك سواء كنت عاشقًا للسرعة بالسكوتر، أو محبًا للهدوء داخل المترو أو من هواة المشي في الشوارع الجميلة، الرياض عاصمة المستقبل تمنحك كل ما تحتاجه لتعيش تجربة تنقل سلسة وآمنة.

 

تواصل معنا

الرياض - الملقا - وادي هجر

920033804

جميع الحقوق محفوظة لدى لَسِن، ٢٠٢٥ - الرياض